الذكاء مميز

العقل الذكي يرى الحل حيث يرى الاخرون المستحيل.

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

اكتب اي تعليق

ترند العصابات في الحاره | #قصة

 

حينما يصبح اللايك أهم من الخبز

في السنوات الأخيرة، صار شيء عجيب يحدث في أوساط الشباب: "الترند" صار مثل الفيروس، ينتقل من شارع إلى شارع، ومن حارة إلى أخرى، حتى صار يحكم حياتنا اليومية. ما عاد الموضوع مجرد تسلية، بل تحول إلى معيار اجتماعي: عندك لايكات؟ أنت نجم. ما عندك؟ معليش، اجلس في الزاوية.

قصتنا اليوم تبدأ من هنا، من لايكات عابرة على إنستغرام، إلى عصابات شبابية مقلدة، إلى لحظة صدق مضحكة ومرة في نفس الوقت: كيف ممكن "ترند سخيف" يغير حياتك بالكامل.




الفصل الأول: البداية من لايك عابر

صاحبنا، بطل القصة، كان شاب عادي من شباب الحارة، يلعب كورة، يضحك مع أصحابه، ويعيش حياة بسيطة. فجأة، خلال أربع أيام فقط، جمع 70 ألف لايك. لا تسأل كيف، المهم أن الدنيا قلبت فوق تحت. فجأة، الكل صار يعرفه، الكل صار يتابع حساباته، وصار يعيش شعور الشهرة.

هنا يبدأ القرار "المصيري": "دامكم شهرتوني، بوريكم قصة الحارة وموضوع الجنتلة".


الفصل الثاني: ترند "الجنتلة" الغريب

في 2018، طلعت موضة عجيبة اسمها "الجنتلة". الفكرة كانت بسيطة وسخيفة بنفس الوقت: تلبس سلاسل كثيرة، خواتم مبالغ فيها، وتمشي كأنك شاروخان أو بطل أفلام هندي. الشرط الأساسي؟ كل ما زادت السلاسل والخواتم، كل ما زاد "الريسبكت".

والأغرب أن الشباب كلهم انساقوا وراءها. الكرة، البلايستيشن، وحتى الجلوس على الرصيف صار ماضي. الكل صار "موديل" يحاول يثبت نفسه في ساحة جديدة: ساحة الاستعراض.


الفصل الثالث: ولادة العصابات

الحارة انقسمت إلى "عصابات". كل عصابة فيها 3–4 شباب، وكل عصابة لها اسم غريب وستايل أغرب.
من بينهم، عصابة مشهورة اسمها "جينج لوس". كان عندهم هيبة غريبة، سلاسل أكثر من عدد أسنانهم، وخواتم أكثر من أصابعهم. كانوا مثل الـ"بيغ بوس" في عالم الترندات المحلية.

وكل الحارة تقلدهم. صورهم تنتشر في الـBBM والواتس، وحتى بنات المنطقة يعلقوا عليهم. المنافسة صارت مثل دوري أبطال أوروبا، بس في نسخة شعبية محلية.


الفصل الرابع: لحظة الغيرة الكبرى

بطل قصتنا شاف صور "جينج لوس" منتشرة في كل مكان. واحدة من البنات اللي كان معجب فيها نزلت صورتهم في حسابها. هنا، الدم غلى في عروقه. "ليه هم مشهورين وأنا لا؟ ليه هم يسيطروا على الحارة وأنا مجرد متفرج؟".

قرر يجمع اثنين من أصحابه، ويؤسس عصابة جديدة: "جينج موس". الاسم غريب؟ عادي. وقتها كان أي شيء غريب يلفت النظر.


الفصل الخامس: التأسيس الصعب

اجتمعوا، حطوا قوانين:

  1. يطلعون كل جمعة.

  2. لبسهم لازم يكون "مختلف".

  3. الهدف: يسيطروا على الترند مثل اليوتيوبرز.

لكن في مشكلة بسيطة: الفلوس. الثلاثة كانوا على "البركة". حتى مشوار للمول ما يقدروا يدفعوا قيمته. ومع ذلك، قرروا يبدأوا بالمتاح. أول جلسة تصوير كانت في الحارة، بملابس عادية، بس مع وضعية تصوير فيها شوية "تحدي".


الفصل السادس: الرحلة الأولى إلى المول

بعد أيام، قرروا يروحوا لمول قريب. بالنسبة لهم، المول هو مسرح الشهرة. هناك لازم توري الناس ستايلك. بطلنا قرر يلبس ثلاث ساعات في يد وحدة. ليش؟ عشان يثبت أنه مختلف.

صوروا، نزلوا الصور، لكن النتيجة ما كانت مرضية. الكل في المول يتصور، فما في شيء مميز. لازم يكون في مكان أسطوري يخلي صورتهم "غير".


الفصل السابع: أسطورة "أجنحة الريتز"

كل الحارة كانت تحلم تتصور عند "أجنحة الريتز" في مول فخم بجدة. مكان بعيد وغالي، ويحتاج فلوس. بالنسبة لهم، كان أشبه بكأس العالم.

قرروا يجمعوا فلوس أسبوع كامل. باع بطلنا أغراضه، حتى لعبته القديمة. جمعوا 20 ريال لكل واحد، ورسموا الخطة. يوم الجمعة بعد العشاء، انطلقوا.

الطريق كان مغامرة: تكاسي ما توقف، أسعار عالية، وتعب. لكنهم وصلوا. وهنا، لعبوا دور الأجانب: قرروا يتحدثوا بالإنجليزية (رغم أنهم ما يعرفوا إلا كلمتين). صاروا يرددوا أسماء لاعبين: "دي بروين، كروس، برو مودريتش". الناس تطالع فيهم باستغراب، وهم مبسوطين يحسبوا نفسهم "أمريكان".


الفصل الثامن: النصر المؤقت

تصوروا عند الأجنحة. نشروا الصور. والنتيجة؟ الحارة تقلبت. صاروا الترند رقم واحد. الكل يتكلم عنهم. حسّوا أنهم وصلوا القمة.

لكن الفرح ما دام. بعد ساعات، "جينج لوس" ردوا عليهم. نزّلوا ستايل جديد غريب جدًا، كاسر لكل القوانين. مرة ثانية، بطلنا ورفاقه طاحوا من القمة.


الفصل التاسع: محاولة الابتكار

قرر بطلنا يبتكر. راح اشترى بخاخ رخيص، وصبغ شعره بالأحمر. قال: "أنا أول واحد في الحارة يسويها". لبس طقم أحمر كامل، ونزل بالستايل الجديد. أصحابه انصدموا، لكنه حس إنه كسب الجولة.

لكن بعد كم يوم، اكتشف الكارثة: البخاخ كان سيء، خرب شعره، وصار مثل السلك. اضطر يحلق شعره على الصفر. والنتيجة؟ راح "الستايل"، وراحت الهيبة.


الفصل العاشر: الانسحاب الكبير

بعد التجربة القاسية، قرر ينسحب من عالم "الجنتلة". قال لأصحابه: "خلاص، هذا آخر فصل. من اليوم، أبغى أعيش طبيعي".

لكنه ما توقف عن حب السوشيال ميديا. انتقل من التصوير والترندات الغريبة، إلى صناعة محتوى مختلف: مقاطع مضحكة، تقليعات موسيقية، وفيديوهات عفوية. ومن هنا بدأت رحلته الحقيقية في الإعلام الرقمي.


التحليل: ماذا تعلمنا من "ترند الجنتلة"؟

  1. الشهرة وهمية: ممكن تصير ترند يوم كامل، وتختفي في اليوم الثاني.

  2. الفلوس مهمة: حتى أبسط تجربة تحتاج دعم مادي.

  3. الترندات مؤقتة: شيء يطلع اليوم، بكرة الناس تضحك عليه.

  4. الصداقة هي الباقية: رغم المنافسة، الأصحاب هم اللي وقفوا معاه في كل خطوة.

  5. الخبرة تأتي من الأخطاء: بخاخ رخيص كان سبب نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة.


من الحارة إلى المستقبل

قصة "الجنتلة" ما هي مجرد حكاية مضحكة من 2018. هي مثال حي كيف جيل كامل عاش تجارب الترند، وتقلبات الشهرة، وكيف التعلم جاء من السقوط أكثر من النجاح.

اليوم، ممكن نضحك على "سلاسل وخواتم و3 ساعات في يد وحدة"، لكن في وقتها، كانت حياة كاملة. والدرس الأهم: الترند يروح ويجي، بس الإنسان هو اللي يقرر كيف يكمل حياته.

عن الكاتب

مهند

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

الذكاء مميز